الرسالة التاسعة: الإيجابية المفرطة.. سلبية مقنّعة
صديقي العزيز،
هناك أشخاص يحاولون أن يكونوا إيجابيين في كل موقف، لكن بدلاً من أن يمنحوني الأمل، يجعلونني أشعر بأن معاناتي ليست مهمة، أو أنها مجرد فكرة عابرة لا تستحق التوقف عندها. بل والأسوأ، أنهم أحيانًا يحاولون إقناعي أن ما أمرّ به ليس نقمة، بل نعمة!
لكن الحقيقة هي أن المعاناة تبقى معاناة، ولا يمكن تجميلها أو التقليل من ثقلها على صاحبها. أحيانًا، كل ما يحتاجه الإنسان في لحظاته الصعبة هو أن يجد من يستمع له، من يُظهر تفهّمه لما يمر به، من يقرّ بأن الأمر صعب فعلًا. مجرد الإنصات بصدق قد يكون أكثر دعمًا من ألف عبارة تحفيزية سطحية.
وهذا لا يعني أن نكون سلبيين، لكن أن نكون واقعيين. الإيجابية الحقيقية لا تعني إنكار الألم، بل التعامل معه بوعي. يمكنك لاحقًا، إن سنحت الفرصة، أن تساعد الشخص في رؤية الأمور من زاوية مختلفة، لكن ليس عبر فرض التفاؤل الساذج عليه منذ البداية.
لذلك، كن داعمًا، لا منظرًا. كن منصتًا، لا مبشّرًا زائفًا بالأمل. لا شيء أكثر إزعاجًا من شخص يحاول إقناعك بأن الألم الذي تشعر به هو مجرد وهم، في الوقت الذي تحتاج فيه فقط لمن يقول لك: "أفهمك، وأعرف أنه ليس سهلًا."
بقلم: م/ موفق السنوسي