الرسالة العاشرة: الوهم المغلّف بالحكمة
في كل زمن هناك من يبيع الوهم، لكننا اليوم نعيش عصر "بائعي الهواء"، أولئك الذين يخبرونك أن النجاح سهل، وأنك تستطيع تحقيق كل شيء فقط عبر التفكير الإيجابي أو بعض التمارين الذهنية، دون الحاجة إلى العمل الحقيقي.
المفارقة العجيبة؟ أنهم أنفسهم أكثر الناس اجتهادًا في تسويق أنفسهم! ينشرون المحتوى بلا توقف، يصممون الفيديوهات، يظهرون في البثوث المباشرة يوميًا، ويبيعون لك سلسلة لا تنتهي من الدورات المكلفة، وكلها تدور حول فكرة واحدة: "لدينا السر الذي سيجعلك تحقق أحلامك بأقل مجهود.. فقط تابعنا واشترك في برامجنا!"
لكن لنفكر قليلًا: إذا كانت أفكارهم فعالة لهذه الدرجة، فلماذا يبذلون كل هذا الجهد؟ لماذا لا يستخدمون "أسرارهم" ليصلوا إلى أهدافهم دون الحاجة لكل هذا التسويق والعمل المستمر؟ الإجابة واضحة: لأن ما يبيعونه ليس سوى سراب، وهمٌ مغلّف بكلمات منمقة.
الحقيقة التي لا يريدونك أن تسمعها هي أن النجاح لا يأتي إلا بالسعي والعمل، بعد توفيق الله. لا توجد وصفة سحرية، لا يوجد طريق مختصر بدون جهد. الأفكار الإيجابية مهمة، نعم، لكنها بلا قيمة إن لم تُترجم إلى أفعال.
لذلك، لا تنخدع ببائعي الأوهام. لا تدع أحدًا يقنعك بأن الحياة يمكن اختصارها بـ"سر دفين" أو "طاقة خفية". الإنجازات تتحقق بالعمل الحقيقي، لا بالكلام المعسول.
بقلم: م/ موفق السنوسي