الرسالة الثامنة: الزواج بداية جديدة.. لا استمرارية لما قبله
صديقي العزيز،
لا أستطيع فهم أولئك الذين يريدون الزواج، ومع ذلك يصرّون على أن تبقى حياتهم كما كانت تمامًا قبل الزواج. كأنهم يعتقدون أن الارتباط هو مجرد إضافة لشخص آخر في حياتهم دون أن يتطلب أي تغيير في الأولويات أو طريقة العيش. لكن الحقيقة مختلفة تمامًا.
الشخص الواعي يدرك أن الزواج ليس مجرد علاقة عاطفية، بل شراكة، مؤسسة تحتاج إلى إدارة وتضحيات من الطرفين لكي تنجح. لن يكون الهدف شخصيًا فقط بعد الآن، بل سيصبح مشتركًا. ستحتاج إلى تعديل بعض عاداتك، إلى إعادة ترتيب أولوياتك، إلى تقديم تنازلات أحيانًا من أجل استمرار العلاقة بشكل صحي ومتوازن.
أما من يردد عبارة "من يحبني، يحبني كما أنا" ويرفض أي تغيير، فهو ببساطة غير مهيّأ بعد لهذه الخطوة. لأن الحب وحده لا يكفي، والاستمرارية لا تبنى على العاطفة فقط، بل على النضج، والمسؤولية، والاستعداد الحقيقي لتشارك الحياة بكل تفاصيلها.
الزواج لا يعني أن تفقد ذاتك، لكنه بالتأكيد يعني أن تصبح ذاتك بشكل جديد، أكثر وعيًا وأكثر استعدادًا للحياة مع شريك، لا مجرد فرد مستقل يعيش كما كان قبل الارتباط.
بقلم: م/ موفق السنوسي