لغة القالب

القائمة الرئيسية

تابعنا

الرسالة السابعة: الاستمرارية أهم من الشغف


الرسالة السابعة: الاستمرارية أهم من الشغف

صديقي العزيز،

الجميع يتحدث عن الشغف وكأنه السر المطلق للنجاح، وكأن العثور عليه هو المفتاح السحري الذي سيغير كل شيء. "ابحث عن شغفك"، "اتبع شغفك"، "الشغف هو كل شيء"، لكن الحقيقة التي أدركتها مع الوقت هي أن الشغف وحده لا يكفي، بل هو متقلب، متغير، لا يمكن الاعتماد عليه كأساس ثابت لأي نجاح حقيقي.

الشغف يأتي ويذهب، يزداد أحيانًا ويخبو في أحيان أخرى. لا يوجد شخص في العالم يشعر بالحماس المستمر تجاه شيء واحد طوال الوقت. هناك أيام تشعر فيها بالإلهام، وأيام أخرى لا تطيق فيها القيام بأي شيء، وهنا يأتي الفرق الجوهري بين من يعوّل على الشغف فقط، ومن يعتمد على الاستمرارية.

رأيت الكثيرين ممن امتلكوا الشغف، لكنهم تراجعوا عند أول اختبار حقيقي، لأنهم لم يمتلكوا الاستمرارية. وفي المقابل، هناك من لم يكن لديهم الشغف العارم، لكنهم استمروا، خطوة بعد خطوة، يومًا بعد يوم، حتى وجدوا أنفسهم في أماكن لم يتخيلوا الوصول إليها.

هذا لا يعني أن تستمر في طريق خاطئ أو أن تُجبر نفسك على شيء يقودك نحو الهاوية، فالاستمرار يجب أن يكون مدروسًا، واعيًا، ومبنيًا على رؤية واضحة. لكن الفكرة هنا هي أن النجاح لا يصنعه شغف عابر، بل التزام مستمر.

لا تبحث عن الشغف بقدر ما تبحث عن القدرة على الاستمرار، لأن الطريق لا يُقطع بقفزة واحدة من الحماس، بل بخطوات ثابتة، حتى في الأيام التي لا تشعر فيها بأي رغبة للمضي قدمًا.


بقلم: م/ موفق السنوسي

0التعليقات