الرسالة الخامسة عشرة: قلوبكم النقية ليست ضعفًا
الرسالة الخامسة عشرة: قلوبكم النقية ليست ضعفًا
صديقي العزيز،
في حياتي، لاحظت شيئًا مشتركًا بين الأشخاص الطيبين، أصحاب القلوب النقية والأرواح الصادقة، وهو أنهم دائمًا ما يسألون أنفسهم عن علاقتهم بالآخرين، يراجعون تصرفاتهم، ويتساءلون: هل قدمت ما يكفي؟ هل كنت عادلًا؟ هل جرحت أحدًا دون قصد؟ وإن أخطأت، كيف يمكنني إصلاح ذلك؟
لكن المدهش أن هؤلاء، رغم نقائهم، كثيرًا ما يشعرون بالذنب إذا قصّروا في شيء، حتى وإن كان غير مقصود. يجلدون أنفسهم بشدة، ويتناسون حقيقة بسيطة: أنهم بشر. يحق لهم أن يخطئوا، يحق لهم أن يتعبوا، يحق لهم أن يمروا بلحظات ضعف، دون أن يعني ذلك أنهم أشخاص سيئون.
والأمر الأكثر وضوحًا أن الذين لا يملكون هذا النقاء الداخلي، لا يسألون أنفسهم أيًا من هذه الأسئلة أصلاً. لا يشعرون إن تسببوا في أذى، ولا يكلفون أنفسهم عناء التفكير في مشاعر غيرهم.
لهذا، إن كنت من أولئك الذين يراجعون أنفسهم، ويسألون دومًا إن كانوا قد أخطأوا أو قصّروا، فاعلم أن هذا ليس ضعفًا، بل دليل على نقائك وإنسانيتك. لكن في الوقت ذاته، لا تقسُ على نفسك أكثر مما يجب، ولا تحمّل قلبك الطيب ما لا يحتمل. أخطاؤك لا تُلغي طيبتك، بل تذكّرك أنك إنسان مثل الجميع، تتعلم وتنمو مع كل تجربة.
بقلم/ م. موفق السنوسي