الرسالة الرابعة عشرة: لا تمنح أحدًا مكانة أكبر مما يستحق
صديقي العزيز،
تمر العلاقات في حياتنا بمراحل مختلفة، وأحيانًا نجد أنفسنا في مواقف لا نُعامَل فيها بالاحترام أو التقدير الذي كنا نعتقد أننا نستحقه. لكن في كثير من الحالات، المشكلة لا تكمن في الآخرين فقط، بل فينا نحن، لأننا منحنا بعض الأشخاص مكانة أكبر مما يستحقون.
قد نرفع البعض إلى مراتب متقدمة في حياتنا، نضعهم في دائرة الأولويات، ونعطيهم مساحات واسعة من وقتنا واهتمامنا، فقط لنكتشف لاحقًا أن هذه المكانة لم تكن مستحقة. ربما لأن العطاء لم يكن متبادلًا، أو لأنهم لم يقدروا وجودنا كما يجب، أو لأننا ببساطة كنا نرى فيهم شيئًا لم يكن موجودًا في الأصل.
التوازن في العلاقات لا يُبنى من طرف واحد، بل هو انعكاس طبيعي لاحترام متبادل وتقدير متوازن. ولهذا، حين تشعر بأنك تعطي أكثر مما ينبغي، أو أن وجودك في حياة شخص ما بات أمرًا مسلمًا به دون أي تقدير، فقد حان الوقت لإعادة تقييم الأمور، وتصحيح موقع هذا الشخص في حياتك.
إعادة الأشخاص إلى مكانتهم الأولى لا تعني القطيعة أو خلق العداوات، بل تعني إعادة التوازن النفسي والعاطفي لنفسك. لا بأس في مراجعة حساباتك، وإعادة النظر فيمن تمنحهم الأولوية، لأن العلاقات لا تُقاس فقط بمدى قرب الأشخاص منك، بل بمدى تقديرهم لهذا القرب.
أعطِ كل شخص حجمه الحقيقي، ولا ترفع أحدًا فوق مكانه إلا بما يستحقه.
بقلم: م/ موفق السنوسي