الرسالة الخامسة: لا تخدعك الانطباعات الأولى
الرسالة الخامسة: لا تخدعك الانطباعات الأولى
صديقي العزيز،
يقال إن "الانطباع الأول يدوم"، وهذا صحيح في بعض المواقف، لكنه ليس قاعدة مطلقة، خاصة عندما يتعلق الأمر بشيء كبير مثل شراكة عمل أو ارتباط عاطفي. لأن الحقيقة هي أن الانطباع الأول قد يكون خادعًا، ومبنيًا على عوامل مؤقتة لا تعكس الصورة الكاملة.
في اللقاء الأول، قد تشعر بالإعجاب أو التردد أو حتى الارتباك، وربما يكون الشخص الآخر في أفضل حالاته أو تحت ضغط معين، مما يجعلك ترى جانبًا واحدًا فقط. هذه اللحظات الأولى قد تمنحك لمحة، لكنها ليست كافية للحكم على العلاقة أو اتخاذ قرارات طويلة الأمد.
ما تحتاجه فعلًا هو التريث. دع الأمور تأخذ وقتها، امنح نفسك الفرصة لمقابلة الشخص عدة مرات، في مواقف مختلفة، وظروف متنوعة. حينها فقط ستتمكن من تكوين صورة أوضح، لا أقول إنها ستكون صحيحة تمامًا، لكن على الأقل ستكون كافية لتقرير ما إذا كنت ستستمر في هذه الشراكة أو تنسحب قبل أن تخسر وقتك وجهدك ومستقبلك.
القرارات الكبيرة لا تُبنى على لحظة عابرة، بل على تراكم الانطباعات عبر الزمن. لا تتسرع في الحكم، ولا تغفل الإشارات الصغيرة التي قد تُنقذك من خسارات كبيرة لاحقًا.
بقلم: م/ موفق السنوسي