الرسالة الرابعة: حين لا يكفي الكلام
الرسالة الرابعة: حين لا يكفي الكلام
صديقي العزيز،
لطالما آمنت أن الإنسان يجب أن يتعامل مع الآخرين وفقًا لأخلاقه ومبادئه، لا وفقًا لما يفعله الطرف الآخر. لكن الحياة علمتني أن هناك استثناءات، حالات لا يجدي فيها النقاش، ولا تؤثر فيها الكلمات، بل تحتاج إلى شيء آخر.. إلى أن يتذوق الطرف الآخر قليلًا مما يقدمه لنا.
أنا لا أتحدث عن الانتقام، ولا عن التخلي عن قيمك، بل عن ضرورة التعامل بالمثل – ولكن لفترة محدودة – في العلاقات المستمرة التي تستنزفنا، حيث لا يدرك الطرف الآخر مدى سوء أفعاله إلا عندما يتذوق منها بنفسه. هذا ليس الخيار الأول، لكنه قد يكون الحل قبل الأخير قبل أن تُغلق الأبواب تمامًا.
هناك أشخاص لا يكفي معهم الحوار، ولا تصلهم الرسائل مهما حاولنا. يواصلون أفعالهم المرهقة لأنهم لم يشعروا بها على أنفسهم. وعندما يأتي وقت التصرف بالمثل، قد يكون ذلك هو الصدمة التي تجعلهم يدركون الحقيقة. وإن لم يتغيروا بعدها؟ عندها نكون قد بذلنا ما نستطيع، وحان وقت المغادرة دون ندم.
بعض الدروس في الحياة لا تُفهم بالكلمات، بل بالتجربة.
بقلم: م/ موفق السنوسي