لغة القالب

القائمة الرئيسية

تابعنا

الرسالة الثالثة: التائهون.. أكثر الناس إرهاقًا

الرسالة الثالثة: التائهون.. أكثر الناس إرهاقًا

صديقي العزيز،

في تعاملاتي مع من حولي، أدركت أن أكثر الأشخاص الذين يرهقونني نفسيًا هم أولئك الذين لا يعرفون ماذا يريدون. ليس لأنهم يبحثون عن طريقهم، فهذا أمر طبيعي، ولكن لأنهم لا يدركون حتى أنهم تائهون. يعيشون بلا هدف واضح، بلا وجهة محددة، ويتنقلون بين الخيارات كما لو أن الحياة مجرد تجربة عشوائية لا عواقب لها.

هل يريدون أن يكونوا أصدقاء حقيقيين أم مجرد معارف عابرة؟ هل يسعون لعلاقة مستقرة أم يفضلون البقاء في دوامة التردد؟ هل يهدفون لإنشاء مشروع ناجح أم أنهم يخوضونه لمجرد التجربة دون رؤية واضحة؟ هؤلاء الأشخاص مرهقون لأنهم لا يملكون إجابات، ومع ذلك يجرّون من حولهم إلى متاهة حيرتهم.

والأسوأ؟ أنهم يتغيرون مع كل موقف، كل شخص، كل حدث جديد. قد تسير معهم في طريق معين، وفجأة تجدهم ينعطفون إلى مسار آخر دون تفسير، تاركينك في دوامة من التساؤلات واللاجدوى.

لهذا، تعلمت أن أبقى بعيدًا عن هذه الطاقة المستنزفة، أو على الأقل، أن أقلل من التواصل مع من لا يعرفون ما يريدون. الحياة قصيرة، والطاقة محدودة، ولا وقت لنضيعه مع من يجعلون كل شيء قابلًا للتغيير بلا سبب.

إن كنت ممن يشعرون بالحيرة، فلا بأس، لكن لا تبقَ هناك طويلًا. خذ وقتك في التفكير، في البحث، في التجربة، ولكن في النهاية، حدد طريقك، لأن التردد المستمر لا يرهقك وحدك، بل يرهق كل من يحيطون بك.


بقلم: م/ موفق السنوسي

مواضيع مقترحة

0التعليقات