الرسالة الثانية: كل شيء يُعوَّض.. إلا ذاتك
الرسالة الثانية: كل شيء يُعوَّض.. إلا نفسك
صديقي العزيز،
لقد خسرت في حياتي معارك كثيرة، خسرت أشخاصًا كنت أظنهم أبديين، خسرت أموالًا بذلت جهدًا في جمعها، خسرت وقتًا لم أقدّر قيمته حينها، وخسرت فرصًا ظننت أنها لن تتكرر. لكنني أدركت في النهاية أن كل شيء قابل للتعويض.. طالما أنني لم أخسر ذاتي.
رأيت بأم عيني أشخاصًا خسروا أنفسهم من أجل أشخاص آخرين، أو من أجل مكاسب مادية، وكانت النتيجة كارثية. لم تكن مجرد خسارة عابرة، بل ضياع، وضيق، وتوهان لا نهاية له. فحينما تفقد ذاتك، لن تعود الأمور كما كانت، حتى لو استرجعت كل ما فقدته.
لذلك، إن وجدت نفسك في علاقة، وظيفة، أو أي وضع يُشعرك بأنك تفقد ذاتك تدريجيًا، فكر جيدًا. لا تدع الاعتياد يقتل داخلك الشعور بالخطر. حاول أن ترحل إن استطعت، وإن لم يكن الرحيل متاحًا الآن، فاعمل على ذلك بصمت، خطط لخروجك حين تحين الفرصة. المهم ألا تستقر في ما يسلبك نفسك، وألا تتأقلم مع ما يهدمك ببطء.
لا شيء في هذه الحياة يستحق أن تخسر نفسك من أجله. لا شخص، لا وظيفة، لا أي مكسب عابر. كن يقظًا، لأنك إن فقدت ذاتك، فلن يعيدها لك أحد.
بقلم: م/ موفق السنوسي