الرسالة السابعة والعشرون: راشد أم غير راشد؟ التصنيف يصنع الفرق
صديقي العزيز،
من أكثر الأمور التي ساعدتني في التعامل مع الناس براحة أكبر، هو أنني لم أعد أتعامل مع الجميع بنفس الطريقة، بل أصبحت أصنّفهم وفق مقياس بسيط: إما شخص راشد، أو غير راشد.
الشخص الراشد هو ذلك الذي يدرك مسؤولياته، يتحمل تبعات قراراته، ويستطيع أن يكون منطقيًا في حواراته ونقاشاته. مع هذا النوع، أتعامل كما يتعامل شخص بالغ مع شخص بالغ، بالوضوح والصراحة والاحترام المتبادل. فلا حاجة لتبرير زائد، ولا ضرورة للالتفاف حول الحقائق.
أما الشخص غير الراشد، فهو من يفتقر للنضج، يتصرف بأنانية، يهوى الدراما، أو لا يدرك عواقب أفعاله. ومع هذا النوع، لا أرهق نفسي، ولا أتعامل معه بنفس الجدية التي أتعامل بها مع الراشدين. ببساطة، أتعامل معه كما يتم التعامل مع الأطفال: أرى تصرفاته على حقيقتها، لا أتوقع منه أكثر مما يستطيع تقديمه، ولا أحمّل نفسي عناء تفسير الأمور بجدية أمام شخص لا يفكر بعقلية ناضجة.
هذا التصنيف جعل حياتي أكثر هدوءًا، لأنني لم أعد أنتظر من غير الراشدين تصرفات راشدة، ولم أعد أضع طاقتي في محاولات عبثية لإقناع شخص غير مستعد لفهم الأمور بعقل ناضج.
حين تعرف كيف تصنف الناس، تعرف كيف تتعامل معهم. وعندما تتعامل مع كل شخص وفق حجمه الحقيقي، تقل خيباتك، وتصبح حياتك أكثر راحة.
بقلم/ م. موفق السنوسي