الرسالة الثامنة والعشرون: ما تنشره اليوم.. قد يلازمك للأبد
صديقي العزيز،
نحن نعيش في زمن قد يكون نعمة أو نقمة، لأن ما نكتبه ونشاركه اليوم لن يختفي، بل سيبقى محفوظًا إلى أن يشاء الله. ما نراه مجرد لحظة عابرة على الإنترنت قد يتحول إلى إرث رقمي، إما يكون خيرًا مستمرًا، أو شرًا لا ينقطع، أو حتى أمرًا تافهًا يسبب لنا الإحراج بعد سنوات، وربما لأبنائنا وأحفادنا من بعدنا.
في هذا العصر، المنشورات لا تُمحى، والصور لا تُنسى، والكلمات قد تخرج عن سياقها متى شاء أحدهم. وما قد يبدو اليوم عاديًا أو ممتعًا، قد يصبح غدًا مصدر ندم أو حرج لا يمكن التراجع عنه. لهذا، الدعوة ليست إلى الامتناع عن التعبير أو المشاركة، بل إلى التفكير قليلًا قبل النشر، قبل الانجراف وراء اللايكات والترندات، قبل أن نقول شيئًا قد يُساء فهمه بعد سنوات.
أو على الأقل، فلنعرف مع من نشارك محتوانا، وما هو المناسب لكل مساحة نوجد فيها. لأن العالم الرقمي لم يعد مجرد مساحة شخصية، بل سجلٌّ مفتوح لما كنا عليه، وما تركناه وراءنا.
اجعل أثرك الرقمي شيئًا لا تخجل منه يومًا، بل يكون امتدادًا لك يعكس قيمتك الحقيقية.
بقلم/ م. موفق السنوسي