لغة القالب

القائمة الرئيسية

تابعنا

الرسالة الرابعة والعشرون: النصيحة الجيدة تفسد إن قُدمت بشكل سيئ


صديقي العزيز،

أتفهم تمامًا رغبة البعض في تقديم الفائدة للآخرين، ومشاركة الدروس التي تعلموها، سواء من تجاربهم الخاصة أو من مصادر مختلفة. فالنصيحة الصادقة قد تكون سببًا في تغيير مسار شخص ما نحو الأفضل. لكن ما يغفل عنه الكثيرون هو أن النصيحة لا تُقاس فقط بجودتها، بل أيضًا بطريقة تقديمها.

الأسلوب والتوقيت هما مفتاح أي نصيحة ناجحة. نصيحة رائعة بأسلوب خاطئ قد تؤدي إلى نتيجة عكسية، لا بسبب محتواها، ولكن لأن الشخص الذي تلقاها لم يشعر بأنها جاءت بدافع الحرص، بل ربما بدافع الانتقاد أو التقليل.

وأغرب ما أسمعه ممن يقدمون النصيحة هو قولهم: "أنا فعلت ما عليّ، ولا يهمني كيف يتقبلها الطرف الآخر." لكن الحقيقة هي أن من يقول ذلك لا يهتم فعلًا بأن يستفيد الشخص من نصيحته، بل يهتم فقط بإيصال رأيه. لو كان الهدف حقًا هو المنفعة، لكان الحرص على إيصال الفكرة بطريقة تجعلها تُقبل وتُفهم، لا أن تُرفض بسبب الأسلوب أو التوقيت غير المناسبين.

النصيحة مسؤولية، وليست مجرد كلمات تُقال. تعلم كيف تنصح، اختر كلماتك بحكمة، وانتقِ توقيتك بعناية. لأن النصيحة التي تُقدَّم بالشكل الصحيح، تترك أثرًا، أما تلك التي تُلقى بلا اهتمام، فغالبًا ما تُقابل بالرفض، مهما كانت صادقة.


بقلم/ م. موفق السنوسي

0التعليقات