لغة القالب

القائمة الرئيسية

تابعنا

الرسالة الثانية والعشرون: البساطة.. رفاهية لا يعرفها الجميع


صديقي العزيز،

نعيش في عالم مزدحم، مليء بالضغوط، حيث يبدو أن النجاح مرتبط دائمًا بالمزيد: المزيد من المال، المزيد من الإنجازات، المزيد من العلاقات، وكأن القيمة الحقيقية للحياة تكمن في التعقيد والتكلف. لكن كلما تعمقت في التجربة، أدركت أن البساطة ليست مجرد خيار متواضع، بل قد تكون الرفاهية الحقيقية التي لا يعرفها الجميع.

البساطة في نمط الحياة تعني أن تدرك ما هو ضروري، وما هو مجرد إضافة لا تزيد من سعادتك. أن تمتلك ما تحتاجه، لا ما يملأ الفراغات من حولك. أن تعيش وفق أولوياتك، لا وفق ما يفرضه عليك المجتمع. حينها فقط، ستشعر بالراحة بعيدًا عن دوامة الاستهلاك والالتزامات الزائدة التي تسرق وقتك وجهدك دون أن تمنحك شيئًا حقيقيًا.

البساطة في العلاقات تعني أن تحيط نفسك بأشخاص صادقين، لا تحتاج معهم إلى التصنع أو قراءة النوايا الخفية. العلاقات التي تقوم على الوضوح تجلب راحة نفسية لا تُقدر بثمن، بينما العلاقات المليئة بالتعقيدات والألعاب النفسية ليست سوى عبء إضافي يستهلك طاقتك دون داعٍ.

البساطة في التفكير لا تعني السطحية، بل القدرة على رؤية الأمور بوضوح، دون أن تُرهق نفسك في البحث عن معانٍ خفية لكل شيء، أو أن تُعقّد حياتك بمخاوف لا تستحقها. أن تتقبل اللحظة، وتتعامل مع الحياة بمرونة، هو مفتاح التوازن الداخلي الذي نفتقده أحيانًا وسط تعقيدات العصر الحديث.

البساطة ليست نقصًا، بل ترفٌ لا يجيده الجميع. في عالم يسير بسرعة، ويجعلنا نلهث خلف أشياء قد لا نحتاجها، العودة إلى الأساسيات قد تكون الخطوة الأولى نحو حياة أكثر سعادة ورضا.


بقلم/ م. موفق السنوسي

0التعليقات