الرسالة الحادية والعشرون: الانتقائية في العلاقات.. وعي لا انعزال
من أجمل مراحل الوعي والنضج التي قد يصل إليها الإنسان، هي أن يتعلم كيف يكون انتقائيًا في علاقاته. فبدلًا من أن يكون منفتحًا على الجميع بلا حدود، أو منعزلًا عن الجميع بلا تمييز، يصبح قادرًا على تحقيق التوازن بينهما، تمامًا كما يفعل الشخص الذي يجمع بين إيجابيات الاجتماعي والانطوائي.
الانتقائية لا تعني الانغلاق أو التعالي، بل تعني أنك تدرك متى تقترب ومتى تبتعد، متى تستثمر وقتك ومشاعرك، ومتى تحتفظ بها لنفسك. أن تكون حاضرًا في اللحظات التي تستحق، وغائبًا عن العلاقات التي تستنزفك دون جدوى.
الوعي الحقيقي لا يعني أن تحيط نفسك بالكثير من الناس، بل أن تحيط نفسك بالأشخاص المناسبين. أن تختار دوائرك بعناية، لأن المحيط الذي تعيش فيه يؤثر عليك أكثر مما تتخيل. فكلما كانت اختياراتك أدق، كلما أصبحت حياتك أكثر هدوءًا واتزانًا.
لا تكن متاحًا للجميع، ولا منغلقًا على نفسك. كن انتقائيًا، لأن ذلك هو مفتاح العلاقات الصحية، والنضج العاطفي، والسلام الداخلي.
بقلم/ م. موفق السنوسي