الرسالة العشرون: كن داعمًا.. لكن بوعي
صديقي العزيز،
مؤخرًا، أدركت درسًا مهمًا غيّر نظرتي لفكرة مساعدة الآخرين، وهو أن الواحد ليس ملزمًا دائمًا بمحاولة علاج أو دعم من يعاني من أزمات نفسية عميقة أو مشكلات متجذرة. ليس لأننا لا نهتم، ولكن لأننا في كثير من الأحيان لسنا مؤهلين لذلك، ولا نملك الخبرة الكافية للتعامل مع مثل هذه الحالات.
نواجه أحيانًا أشخاصًا يحملون أعباء من الماضي، صدمات طفولة، أو تجارب أثّرت فيهم بعمق، ونشعر بالرغبة في مساعدتهم. لكن الحقيقة أن النوايا الطيبة وحدها لا تكفي، وأحيانًا التدخل بدون معرفة كافية قد يزيد الأمور سوءًا بدلًا من أن يصلحها.
لا أتحدث هنا عن التوقف عن مساعدة الآخرين، بل عن مساعدتهم بالطريقة الصحيحة. الدعم الحقيقي ليس مجرد محاولات عشوائية أو كلمات مواساة مؤقتة، بل أن نكون واعين بحدود قدرتنا، وندرك أن هناك أوقاتًا يكون فيها عدم التدخل أكثر فائدة من التدخل الخاطئ. في بعض الأحيان، تقديم النصيحة الخاطئة أو محاولة لعب دور لا نُجيده قد يؤدي إلى نتائج عكسية، دون أن نشعر.
ليس كل معاناة تحتاج منك أن تكون منقذًا، وأحيانًا، يكون توجيه الشخص للمساعدة الصحيحة أو حتى الاعتراف بأنك لست قادرًا على المساعدة هو أعظم ما يمكنك تقديمه له.
بقلم/ م. موفق السنوسي