لغة القالب

القائمة الرئيسية

تابعنا

الرسالة التاسعة عشرة: لطفك البسيط قد يغير الكثير

صديقي العزيز،

منذ صغري، تعلمت درسًا بسيطًا لكنه يحمل في طياته أثرًا عظيمًا: جبر خواطر الآخرين لا يحتاج إلى مجهود كبير، لكنه قد يصنع فرقًا لا تتخيله.

أحيانًا، كلمة شكر صادقة لشخص قدّم لك خدمة، أو مبلغ بسيط تقدّمه ليدٍ احتاجت العون، أو حتى تعليق إيجابي على محتوى أعدّه أحدهم بكل شغف، قد يكون كل ما يحتاجه ذلك الشخص ليشعر بالتقدير والاستمرار فيما يفعله.

الفكرة هنا ليست في المجاملة الزائفة أو النفاق، بل في اللطف الحقيقي الذي لا يكلفك شيئًا، لكنه يمنح الآخرين شعورًا بالسعادة والامتنان. في كثير من الأحيان، لمساتنا البسيطة تترك أثرًا عميقًا، وربما تكون سببًا في أن يرفع أحدهم يده إلى السماء ليدعو لنا بخير لم نتوقعه.

لكن كما هو الحال مع كل شيء في الحياة، المبالغة قد تفسد المعنى. جبر الخواطر يجب أن يكون بقدر المستطاع، دون تصنّع أو تجاوز للحدود، لأن العطاء الزائد عن الحد قد يفقد قيمته، ويصبح عادة متوقعة بدلًا من أن يكون لفتة صادقة من القلب.

كن ذلك الشخص الذي يترك أثرًا طيبًا في حياة الآخرين، ولو بكلمة. لأن اللطف الصغير الذي تمنحه اليوم، قد يعود إليك أضعافًا بطرق لم تكن تتخيلها.


بقلم/ م. موفق السنوسي

0التعليقات