لغة القالب

القائمة الرئيسية

تابعنا

الرسالة الأولى: إن لم تتغيّر الآن.. فمتى؟

 

الرسالة الأولى: إن لم تتغيّر الآن.. فمتى؟


صديقي العزيز، كم من مرة شعرت بأنك بحاجة إلى تغيير حقيقي في حياتك؟ كم من مرة قررت أن تبدأ، ثم أجّلت الخطوة إلى وقت آخر؟ الحقيقة القاسية هي أن الانتظار لا يُحدث تغييرًا، والتردد لا يُنقذك من دوامة الأيام المتكررة. رمضان ليس مجرد شهر للصيام، بل هو فرصة ذهبية لتعيد تشكيل ذاتك، فرصة قد لا تتكرر بهذه القوة. لذا، إن لم تتغير الآن، فمتى؟ هذا الشهر ليس مجرد محطة عابرة، بل هو وقت مثالي لتقف مع نفسك بصدق، لتسأل: هل أنا على الطريق الصحيح؟ هل أمضي نحو ما أريده حقًا، أم أنني مجرد جزء من روتين لا نهاية له؟ التغيير لا يحدث فجأة، لكنه يبدأ بلحظة قرار، بلحظة وعي، وهذه اللحظة قد تكون الآن. ومن هنا جاءت فكرتي في أن أكتب لك رسالة يومية خلال هذا الشهر الفضيل، أشاركك فيها أفكارًا وتجارب تمنّيت لو أدركتها في وقت مبكر، لأنها كانت ستختصر عليّ الكثير من التخبط والندم. لكنني تعلمت أن لكل شيء توقيته، وأن الإدراك المتأخر خير من العيش في الضياع. لن أقدّم لك نصائح مثالية، ولن أجمّل الواقع، بل سأكون صريحًا معك. ربما تجد بعض كلماتي قاسية، لكنها ليست أقسى مما ستفرضه عليك الحياة إن لم تستيقظ الآن. الحياة لا تكافئ المترددين، بل أولئك الذين يمتلكون الشجاعة لمواجهة أنفسهم واتخاذ قرارات جريئة. لذلك، أطلب منك شيئًا واحدًا فقط: لا تمرّ على هذه الرسائل مرور الكرام. خذ دقيقة واحدة كل يوم لتتأمل مضمونها، واسأل نفسك بصدق: هل أعيش بالشكل الذي أريده حقًا؟ هل أنا راضٍ عن الاتجاه الذي تسير فيه حياتي؟ وإن لم يكن كذلك، فماذا أنتظر؟ هذا الشهر قد يكون نقطة تحوّل.. أو مجرد نسخة مكررة مما مضى. الخيار لك.


بقلم: م/ موفق السنوسي

0التعليقات