مراجعة كتاب: عدوي اللدود
اقتباس:
"ثمة جرف شديد الانحدار في حياة المرء دوماً، فإما أن يبحر منه أو يحطّم نفسه فيه"
اسم الكتاب: #عدوي_اللدود
تأليف: #جين_ويبستر
دار النشر: منشورات تكوين/الرافدين
تاريخ النشر: 1915
عدد الصفحات: 365
عدوي اللدود هو العمل اللاحق لـ جين ويبستر " صاحب الظل الطويل " وقد نشرت لأول مرة عام 1915 ، وكانت من بين الكتب العشرة الأفضل مبيعاً في الولايات المتحدة لعام 1916. ومثل جزئها الأول تتألف هذه الرواية من سلسلة من الرسائل لكنها تكتب هذه المرة بقلم سالي مكبرايد الصديقة الأقرب لجودي آبوت التي كما سيتضح للقارئ منذ البداية عهدت إليها بمهمة إدارة ميتم جون غرير لكي تتولى الإشراف على إصلاحه والتخلص من السياسات القديمة التي جعلت من الملجأ مكاناً قاتماً وكئيباً. منذ حالة الهلع الأولى التي تنتاب سالي مكبرايد لتوليها المهمة وحتى نهاية العمل يتتبع القارئ بإلهام وشغف القوة الأنثوية الناعمة وتأثيرها في إعادة صياغة الذات والعالم.
وكانت الرسائل المتسلسلة بالتفاصيل التطورية الكبيرة التي انجزتها سالي في حياتها وفي الميتم وفي شخصيتها وفكرها نشعر بقرب كبير وعمق مع اجواء هذا العمل.
سلط الضوء بهذا الجزء على الكثير من المواضيع والأحداث التي كانت في ذاك الوقت ، وبالتحديد الأمور التي تدور حول الأيتام والمجتمع . مثل حال دور الأيتام وكم البؤس الذي كانت فيه ، فتقول سالي: إن السحر الرومانسي الذي أضفته جودي على ملجأ الأيتام يكمن في مخيلتها الشعرية فحسب. لا يمكن للكلمات أن تصف مدى كآبته ووحشته ونتانته؛ بممراته الطويلة وجدرانه العارية ونزلائه ذوي البزات الزرقاء والوجوه الصغيرة الشاحبة، الذين لا يشبهون أطفال البشر أدنى شبه . وأوه، يا لرائحة الدار البغيضة، أنها مزيج من رائحة الأرضيات المدعوكة الرطبة، والغرف غير المهواة، وبخار الطعام لمئة شخص يعلو فوق الموقد. وهذا يجعلنا بصفة أقرب لحال تلك الحقبة وذاك المجتمع.
وآيضاً سلط الضوء على أمر مهم جداً ونخشى انه مازال للأن قائم حتى ولو بشكل غير علني .. عندما تقول سالي: لماذا لا يرسل الرب الرحيم أيتاماً لهم عيون زرقاء وشعر أشقر وشخصيات محبوبة؟ يمكنني وضع مليون من هذا النوع في بيوت لطيفة.. الأمر واضح معناه، أن حتى في عالم الأيتام والكفالة او التبني يوجد معايير جمالية محددة وشروط معينة لمساعدة هؤلاء الأطفال وهذا ما يسبب البؤس والمآسي لأغلبهم إن لم يكونوا من ذوات الشروط المحددة . يستمر العمل بين صفحاته وسطوره بتقديم مواضيع وقضايا اجتماعية شائكة وأفكار مهمة واخرى قد لا نتفق معها. النهاية تتشابه مع نهاية الجزء الأول وكان من الممتع تكملة أحداث صاحب الظل الطويل من خلال هذا العمل.