مراجعة كتاب: رحلتي من الشك إلى الإيمان
اقتباس:
"العقل الذي يطلب برهاناً على وجود الله فهو عقل فقد التعقل. فالنور يكشف لنا الأشياء ويدلنا عليها. ولا يمكن أن تكون الأشياء هي دليلنا على النور وإلا نكون قد قلبنا الأوضاع.. كمن يسير في ضوء النهار ثم يقول: أين دليلك على أن الدنيا نهار؟ أثبت لي بالبرهان. ومن فقد سلامة الفطرة وبكارة القلب.. ولم يبق له إلا الجدل وتلافيف المنطق وعلوم الكلام.. فقد كل شيء وسوف يطول به المطاف.. ولن يصل أبداً."
اسم الكتاب: #رحلتي_من_الشك_إلى_الإيمان
تأليف: #مصطفى_محمود
دار النشر: مكتبة مصر
تاريخ النشر: 1970
عدد الصفحات: 112
يعرض الكتاب العديد من المواضيع والتساؤلات الفكرية والمتعلقة بخلق الإنسان، والجسد والعقل. ويتحدث الكتاب بشكل تفصيلي عن رحلة مصطفى محمود الطويلة من الشك وصولاً إلى الإيمان. يتألف الكتاب من ثمانية فصول وهي:
- الله: ويتحدث في هذا الفصل عن الأفكار الجدلية حول وجود.
- الخالق، وفكرة الوجود والعدم.
- الجسد: ويتكلم عن كيفية تميز كل شخص بصفات فريدة تميزه عن غيره، مثل البصمة الوراثية.
- الروح: يتحدث الفصل عن الروح وكيف أنها مجهولة بالنسبة للإنسان.
- العدل الأزلي: ويتحدث عن عدل الله المطلق.
- لماذا العذاب؟: يتحدث عن الحكمة من العذاب.
- ماذا قالت لي الخلوة.
- التوازن الطبيعي.
- المسيح الدجال.
يعود أصل كتابة هذا الكتاب للنشأة التي نشأ عليها مصطفى محمود في شبابه، فقد كان مراهق متمرد يسعى للتساؤل والنقاشات واثارة الجدل من حوله بطرحه لمثل هذه الاسئلة: من خلق الله؟.. هل الدنيا لها خالق أم إنها جاءت بذاتها بلا خالق مثلما جاء الله ؟ الخ.. كان يطرح هذا فتصفر من حوله الوجوه، وتنطلق الألسن تمطره اللعنات وتتسابق اليه اللكمات عن يمين وشمال، ويستغفر له أصحاب القلوب التقية ويطلبون له الهدى. لقد كان يرفض عبادة الله لأنه استغرق في عبادة نفسه وأعجب بومضة النور التي بدأت تومض في فكره، مع انفتاح الوعي وبداية الصحوة من مهد الطفولة. واحتاجه الأمر الى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل والحوار مع النفس، وإعادة النظر ثم إعادة النظر في إعادة النظر.. ثم تقليب الفكر على كل وجه ليقطع الطريق الشائكة من الله والإنسان إلى لغز الحياة، إلى لغز الموت، إلى ما يكتب اليوم من كلمات على درب اليقين.