مقال: أوقات لم تكن بالحسبان
بعد قراءة جزء بسيط يكاد لا يُذكر من رِواية "ما وراء الفقد" للكاتبة العُمانية (بدرية البدري) هامت أفكاري في كينونتنا البشرية في إختلاف وسائلنا للتعبيرعن شعورنا بالفقد.
فقد كانت رحالة في روايتها بين أحزانها وشوقها وشعورها بالبؤس والضعف في إحدى الأوقات وأملها بالرجوع ••• فهي تائهة !
فقد كانت رحالة في روايتها بين أحزانها وشوقها وشعورها بالبؤس والضعف في إحدى الأوقات وأملها بالرجوع ••• فهي تائهة !
أما عند الرجوع لأفكاري وطرق التعبيرعن الفقد فهو الفراغ و الموت الداخلي والإنفصال الكُلي عن واقعنا والذهاب لمكان لا يوجد فيه سوى إلتقاء الارواح المنفصلة دون المساس. وهنا تكون المرحلة الأصعب وهي عدم اللمس أو حتى الشعور بأنفاسهم. قد ينقذنا إحتضان، لمسة يد أو نظرة عن قرب تشعرنا بالأمان و الشغف من جديد بمن نحب. والعجيب في الأمر أن شعور الفقدان قد يباغتنا في مقطع أغنية، صورة، محادثات قديمة، أو حتى النظر لانعكاس صورنا في المرآة لنرى ملامح عزيزنا فتنهال الدموع الدموية و تنقبض أقفاصنا الصدرية، وترتجف أيدينا و تصك أسناننا في محاولة إيقاف هذه المشاعر المتراكمة.
ليعلن التذكير أن الفقد قد يشمل حبيباً، صديقاً، أخاً، زوجة أو حتى إحدى الوالدين. فالشعور بالفقدان يتقن الحضور في أوقات الذروة فنقف في وسط كل هذه الفوضى والهدوء سيد الموقف نحاول السيطرة على كل ما طرأ في اللحظات الماضية و نستجمع قوانا لنعتزل ماضينا وما قد تضرر منا ونلملم أجزاءنا المتبقية ونكمل ما تبقى من العمر في أثناء هذه البعثرة. حيث لا يقف في طريقنا سوى التفاصيل، التفاصيل هي التي تنحرنا - بالأحرى لأننا لم نلحظها أثناء حدوثها-. عِش التفاصيل تلذذ بالحياة مع شخصك المفضل بادر بأظهار حُبك لا تدري متى قد تسرقه منك الحياة.
وهنا السؤال، وهل الاستماع لمقطع موسيقي يستدعي الغوص في كل هذه المشاعر؟
بقلم:
آلاء مصاروة
للتواصل:
alaamsarwah@gmail.com
آلاء مصاروة
للتواصل:
alaamsarwah@gmail.com