الرسالة الثانية عشرة: البقاء للأطول نفسًا
الرسالة الثانية عشرة: البقاء للأطول نفسًا
صديقي العزيز،
كثيرًا ما نسمع أن "البقاء للأقوى" هو المبدأ الحاكم في الحياة، لكن الحقيقة التي يكشفها الواقع هي أن البقاء ليس دائمًا لمن يملك القوة الجسدية أو الذكاء الحاد، بل لمن يملك النفس الأطول والصبر الأعظم.
في عالم مليء بالتحديات والتقلبات، لا يكفي أن تكون قويًا أو ذكيًا لتحقيق أهدافك، بل تحتاج إلى القدرة على التحمل والاستمرار، حتى عندما يبدو النجاح بعيد المنال. فالأحلام الكبيرة لا تتحقق بين ليلة وضحاها، والطريق إلى النجاح ليس دائمًا مستقيمًا وسهلًا. أولئك الذين يستطيعون الصمود والمثابرة رغم الإحباطات والعقبات، هم من يصلون في النهاية.
التحمل لا يعني فقط الاستمرار رغم التعب، بل يعني التكيف مع المتغيرات والتعلم من الفشل. الفشل ليس نهاية الطريق، بل درس ثمين يساعدك على إعادة ضبط مسارك. الأشخاص الذين يرون الفشل فرصة للنمو، لا عقبة نهائية، هم الأكثر قدرة على تحقيق النجاح في المستقبل.
لكن الصبر وحده لا يكفي، بل يحتاج إلى عقلية إيجابية تؤمن بأنك قادر على تجاوز التحديات. أن تستمر لا يعني أن تتحمل بلا وعي، بل أن تحافظ على شغفك ودافعك رغم الصعوبات، وتبحث دائمًا عن طرق جديدة للتطور والتقدم.
في النهاية، البقاء ليس للأقوى، بل للأكثر صبرًا ومثابرة. النجاح الحقيقي لا يُقاس بلحظة انتصار، بل بالقدرة على الاستمرار رغم العثرات، والتقدم حتى عندما يبدو الطريق طويلًا.
بقلم: م/ موفق السنوسي
