مُسمى
يظهر لي أن البعض يستعلي جلبابه فارداً رداءه ماشياً متكبراً في وسائل التواصل لأنه لا يستطيع المشي بين الناس بزعمه - أنا انطوائي - ضاحكاً على نفسه متوهماً شخصيته مزيفاً لحقيقته فيما يبدو هو غير ذلك البتة. يهتم لشأنه كثيراً في حين أن صنعته وحرفته لا تتطلب منه هذا التعالي والحدة إنما اللين والتواضع، وعند التعدي يفترض عليه أن يكون الحالم الصابر لا الطفل المعاند واللسان الفاسد ويسقط في مستنقعات السفاهة ويشوه في عقل المجتمع ويرسخ للأغلب أن الصنعة بدأت بالانحدار لمستوى سيء.
أصبح الوضع منتشراً على نحو يجعلك تختلط بهم وتمتزج طوعاً في مجتمعهم ويصعب عليك الانفصال كدقيق خالط ماء وصعُبَ عليه أن يعود كما كان. في حين أنك لا تعبّر عنهم ولا تطمح لأن تكون مثل سوئهم، بل فقط أن يقرأ لك من هو مهتم بما كتبت، لا أن تكون المجبل الفاضل الأستاذ الكاتب!.
كونك كاتباً لا يعنِ أن تصبح مختلفاً عن الجميع ، مرتفعاً بخطوة .في منزلة تتكبر بها على الأخرين، كونك كاتباً أنك تعلم وتعي جيداً مجتمعك ونطاقك وتدنو إليه لا لتعلو فوقه. لتستمع منهم ولترتقي بذاتك عن المساوئ لا لتنحدر إليها، لتترفع عن تفاهات القول والالتفات لما يعود بالنفع على رقي الحضارة والأمة ولنهضة الثقافة المندثرة.
يحدث الآن أن كل من يكتب بعض الكلمات المتصلة ببعضها البعض في صفحات فارغة أو ممتلئة بحشو زائد ركيك لا معنى له سوى سوء ورداءة المحتوى ويباع على أنه كتاب قيّم ويسوق له بأسلوب مستفز من قبل الدار التي لم تعد تهتم كثيراً سوى بالمال والربح المحض!
وعلى نحو مفاجئ تظهر عليه أعراض المسمى كحمى تصيب الجسد بعدما علمت أنك قد أصبت بالزكام، إذ لم تناديه – بالأستاذ الفاضل – يغضب بأنك تنتقص من مكانته التي بحث عنها ولم يبحث عن الفائدة , يهتم للمظهر لا للجوهر، ينتظر مدح الأخرين ، لا يلتفت للنقد ، يذهب مع تفاخر المسمى فقط، يريد أن يكمل نقصاً بمكانته، أن يكتب بجانب اسمه الكاتب فقط. صديقي صاحب المسمى الواهم أرجوك، لا تشوّه سمعة الكاتب.
بقلم: عبدالعزيز محمد