لغة القالب

القائمة الرئيسية

تابعنا

🎥 سلسلة فن كتابة الرواية: صناعة الشخصيات

سلسلة تتناول جميع الأمور الهامة المتعلقة بكتابة الرواية من تقديم الكاتب والروائي والناقد الأدبي عادل النعمي. 


من أين سيتقي الكاتب شخصياته؟ يختلف القصاصون في المصادر إلي يستقون منها شخصيات قصصهم فقد يأخذونها من التاريخ , أو من ملاحظتهم المباشرة، أو من محيطهم.

أنواع الشخصية في الرواية: وقد تدور الرواية حول شخصية واحدة من أولها إلى آخرها، وقد تتعدد الشخصيات بها، وقد تمثل الشخصية الواحدة حادثة نفسية أو دور اجتماعي أو بطولي أو سياسي أو علمي أو عاطفي.

الشروط التي يحب أن تتوفر في الشخصية حتى تكون ناجحة:
  • أن تكون ممتعة ومتساوقة مع نفسها، أي بعيدة عن التناقض، ولكن هناك تناقض يعرف أسبابه في الأول الرواية أو النهاية.
  • أن تكون حيوية فعالة ومتفاعلة من الأحداث متطورة بتطورها من أو الرواية إلى أخرها، ولا يقصد بالحيوية كثرة الحركة والتنقل من مكان إلى آخر، بل يقصد منه، أن تكون ذات تأثير كبير في تصوير موقف من المواقف المنفعلة به، غير جامدة على حال واحدة، وأما التفاعل فيشترط في كل موقف.
  • الصراع شرط ثالث من شروط الشخصية الناجحة، ونعني به الاحتكاك بينها وبين نفسها وعواطفها الذاتية وعقلها، أو بينها وبين شخصيات أخرى.

الشخصية البشرية ليست في الواقع خيرا كلها ولا شراً جميعا، بل هي مزيج من الخير والشر فقد يكون الإنسان خيراً فيحدق به الأذى فيندفع لمواجهته بالشر. فيختفي الخير عنده إلى فترة ما ريثما يتخلص من الأذى. وقد يكو شريراً فإذا هو يواجه موقفاً إنسانيا يهتز له. فما أسرع أن نراه يتخلى عن الشر وينزع إلى الخير. فعلى القاص إذن أن يراعي النفس البشرية، فيجعل الشخصيات تتبدل بحسب ما تقتضيه مواقف الرواية. وعلى هذا كله يحسن أن يصور في الشخصية الأبعد الثلاثة التالية التي اتفق عليها معظم النقاد وهي:

فكراهية (إليزابيث) لـ (دارسي) في رواية الكاتبة الإنجليزية جين أوستن (-1817) العقل والعاطفة (1811) يعود إلى صفاتهما الشخصية المتباينة، وللظروف التي التقيا فيها. حيث بدا (دارسي) متكبرا، جامد العواطف، مزهوا بوضع أسرته ومنزلتها المميزة. بينما (إليزابيث) بدت منعزلة، متحرجة من وضع أسرتها المادي، فكان من الطبيعي أن يكره كل منهما الآخر بادئ الأمر، ثم تتحول الكراهية إلى حب في نهاية الرواية، بعد أن تكشف الأحداث حقيقة هاتين الشخصيتين. ص46

الشخصيات هي: التي تقوم بحوادث الرواية ومواقفها المتعددة.

وتنقسم الشخصيات القصصية بحسب الأهمية إلى:

  1. شخصيات رئيسة: وهي تلك الشخصيات التي تقوم بأكثر حودث الرواية، وتظل في مسرح الحوادث أطول وقت ممكن، وهي التي يركز عليها الكاتب، ويسهب في كشف مواقفها، وتحليل مشاعرها. وقد يكون في الرواية شخصية رئيسة واحدة، كما يمكن أن تضم عددًا من الشخصيات الرئيسة. وغالبًا ما تكون طبيعة هذه الشخصيات مركبة، أي ليست بسيطة؛ لأنها تمرُّ بظروف مختلفة، ولها مواقف متعددة، قد يكون بعضها مضادًّا لبعضها الآخر، ومن الملاحظ أن الشخصيات الرئيسة تستأثر باهتمام كل من الكاتب والقارئ معًا.
  2. شخصيات ثانوية: وهي تلك التي تقوم بالحوادث الصغيرة، ويكون الغرض من وجودها اكتمال الصورة العامة، ودفع الشخصيات الرئيسة إلى مواقف معينة، وتجلية جوانب مهمة في حياتها، والكشف عن سماتها وخصائصها، والإسهام في تطوير الحوادث ودفعها إلى الأمام. وغالبًا ما تتمثل الشخصية الثانوية في صورة صديق، أو رفيق في رحلة مثلاً، أو أحد الناس الذين تربطهم بالشخصية الرئيسة صلة ما. ووصف هذه الشخصيات بأنها ثانوية لا يعني عدم أهميتها، أو أن وجودها كعدمها، بل هي في مجملها ضرورة للعمل القصصي، لا يستغنى عنها، ولا يتم البناء القصصي بدونها. فلا يمكن أن تبدأ الرواية وتنتهي وهي لا تقدم إلا الشخصيات الرئيسة فقط، إنها غن فعلت ذلك كانت مملة، وافتقدت حوادثها الحيوية والتشويق، وبعدت عن الواقعية.

وميزة الشخصيات الثانوية أنها تتصف بالسهولة، وأن طابع الصدق وعدم التكلف والافتعال فيها واضح تمامًا؛ لأن الكاتب يضع هذا النوع من الشخصيات في الرواية، دون أن يتدخل في تحويرها، أو إعمال أدواته الفنية فيها، فقد ياخذ شخصية متسول في الشارع، ويزج به داخل الرواية، بكامل هيئته، وأسلوبه في التسول واستدرار عواطف الناس للصدقة عليه والإحسان إليه. ومن خلاله نرى أمامنا صورة نمطية لهذا الشحاذ الذي نجده صورة صادقة وواقعية لأمثال له كثر نقابلهم في حياتنا.

أنواع الشخصيات بحسب النمو أو الجمود:
  • الشخصيات النامية (المتطورة): وهي تلك التي نراها في مواقف متعددة، وتمرُّ في تغيرات كثيرة، فهي تنتقل من حال إلى حال، ومن موقف إلى آخر، لإيقاع حركة الحوادث في الحياة، فنراها مثلاً تعيش أزمة فكرية أو اجتماعية أو مالية، فهي مثقلة بأعباء الحياة، مهمومة بما تلاقيه من مشكلات، ثم نراها وقد انفرجت أزمتها، وبدت في شكل جديد مغاير لما رأيناها عليه. وأوضح
  • مظاهر التحول ما يرتبط بعمر الإنسان فقد نشد تحول بطل الرواية من الصغر إلى الكبر، ومن الشباب إلى الهرم، أو نراه قبل الزواج، ثم نراه بعده، وقد أصبحت له ذرية من بنين وحّفَدّة.
  • الشخصية الجامدة: هي التي تؤدي دور معين وتختفي دون إظهار لتفاصيلها والغوص في أعماقها, كرجل الشرطة الذي يقبض على المتهم, أو المسعف الذي ينقذ المريض.
ناقش خصائص الشخصيات الثانوية للقصة.
أخرى، والتي يمكن تمثيلها في ثلاث مواصفات وهي:
  • مواصفات سيكولوجية: وتتعلق بكينونة الشخصية الداخلية (الأفكار، المشاعر و الانفعالات المختلفة...).
  • مواصفات خارجية: تتعلق بالمظاهر الخارجية للشخصية مثل: (القامة، الشعر، الوجه العمر...).
  • مواصفات اجتماعية: تتعلق بمعلومات حول وضع الشخصية الاجتماعية (فقير، غني، عامل بورجوازي، إقطاعي ...).

وبناء على ما سبق ذكره، نستنتج بأن للشخصية جانبا ماديا ملموسا وظاهرا، وجانبا معنويا خفيا يتطلّب الجهد لكشفه، وللشخصية، زيادة على ما سبق، صفات ثابتة وأخرى متغيرة، وكلها صفات تؤدي إلى تميز الفرد عن غيره من الأفراد الآخرين.


إعداد وتقديم: 
عادل النعمي
حساب التويتر: اضغط هنا
قناة اليويتوب: اضغط هنا

مواضيع مقترحة

0التعليقات