لغة القالب

القائمة الرئيسية

تابعنا

مقال: بداية عهدنا

نحن البشر لم ندرك سوى التشابهات التي جعلتنا نندرج تحت مسمى واحد، أما ما يميزنا عن بعض فنجهله عمدًا.

والآن سنحاول حصر بعض الأمور التي تميز الشخص الناجح عن الشخص العادي وستكون بداية هذه الأمور استحالة الاستسلام. 

تزل قدمنا، نخاف أيامنا، نبكي أناسًا تمسكنا بهم، نبكي الفراق وتلاشي الأحلام، نبكي قرارًا لم نعرف عاقبته، نبكي مسافات سخيفة فرقت بيننا وبين من نحب، نبكي الذكريات. 

هل تظنون عباراتي حزينة ؟ في الواقع تعمدت صياغتها بهذه الطريقة التي لا أحبها شخصيًا لأن هذا فقط ما يذكره البشر في العموم من أعوامهم، لحظات سقوطهم تترسخ في أذهانهم وكأنها تلاحقهم . حسنًا، وهل يذكرون اللحظات المبهجة إذن ؟ تلك اللحظات التي تنير أسارير وجوههم والتي تنقطع لها الأنفاس، تضطرب لها النبضات وتهيج لها الأفئدة.. تمر ذكراها علينا لكنها ليست متأصلة كما تجذرت السيئة ؛ لأننا من أردنا ذلك، نحن من لم نمحو الزلل من ماضينا، وقد أثر ذلك بشكل كبير على شخصياتنا، فأصبحنا لا نرى سوى الجوانب السلبية للأمور ننظر بسطحية ونحكم أحكامًا مسبقة. 

هل ندرك أن الطبيعة دواء لكل داء يزعجنا ؟ لا، لم نكن نفكر بهذه البساطة مطلقًا، وتلك هي المعضلة، ابتعادنا عن البساطة وتفضيلنا للتعقيد، نفكر في حلول مُحكمة قد يتعذر الوصول إليها كاملة، لا نؤمن بالجمال ولا نضع أسساً للمحاولة في حياتنا، قد نستيقظ صباحًا مفعمين بالأمل والحيوية لمجرد أننا نشتهي شيئًا، وإذا أعاقتنا إحدى الأمور أو عكرت صفونا، يمتلأ وجداننا بالشجى، فقط لأننا تعثرنا بالواقع. 

فلنضحك إذا سقطنا؛ فذلك سيخفف شعورنا بالخجل، أجل، فلنضحك بقوة وكأن كل شئ على ما يرام. إن لجدران قلوبنا آذان، فما إن يسمع القلب قهقهاتنا سيستعد لسعادة قادمة. 

لنعد إلى أصل الموضوع، بعد أن أقنعنا ذواتنا بالارتياح، سنحاول مرة أخرى، لا استسلام قبل الوصول إلى المراد، ستقابلنا معضلات عديدة تكاد أن تكون حلولها مستحيلة في نظر البعض، لكننا سنسلك الدروب بصعابها وعقباتها، لن نستسلم أمام أول باب موصد يقابلنا، فنحن نستطيع. 

عندما نبلغ أهدافنا سنجد أن ما أسميناها بالعقبات يومًا ما كان سوى سبل الوصول إلى هنا، كل ما عايشناه في حياتنا لم يكن سوى مواقف مررنا بها لندرك السعادة . نحن لا ننتظر المعجزات ولا نتذرع بالمستحيلات، التنفيذ هو السبيل الوحيد للتحقيق، وإلا ؛ فالتخلي عن الحلم هو الاختيار الوحيد. قد تكون البداية هي ذاتها ما ظنناها النهاية، ألا نتفائل مرة أخرى بعد إدعاءنا بأن كل شئ قد ضاع منّا واندثر؟ 

وفي النهاية، فلنجعل لحظاتنا المؤلمة هي الأروع على الإطلاق.. فلنخالف طبيعة البشر قليلًا و لنخرج عن قوقعتهم، لن نفكر في المحزن كما يفعل العامة بل ستترسخ لحظاتنا السعيدة بداخلنا لتكون أمامنا محفزة من أجل الوقت الذي نكاد نفقد فيه أملنا. سنستمر بالسقوط والتعلم، مهما تعثرنا نستطيع البلوغ .


بقلم:
بسملة خالد عبد الخالق
للتواصل:

مواضيع مقترحة

0التعليقات