مفهوم القيادة الفعّالة
تعدّدت مفاهيم الآخرين عن القيادة الفعّالة ليصبح لها معان مختلفة من وجهات نظر متنوعة من العلماء، وقبل أن نتناول مفهوم القيادة يجب علينّا أولًا أن نجيب على تساؤل هام جدًا هل القيادة فطرية أم مكتسبة ؟ هل القيادة علم أم فن؟
القيادة قدّ تكون فطرية فبعض الأفراد يولدون ولديهم استعداد فطري وُهب من الله لممارسة القيادة مع الآخرين، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم للأحنف بن قيس – رضي الله عنه: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة، فقال الأحنف فقال يا رسول الله: أنا تخلقت بهما أم الله جبلني عليهما؟ قال: بل الله جبلك عليهما، فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله." (رواه مسلم)، كما أنها قدّ تكون مكتسبة بالتعلم والتدريب، وتُعد القيادة علم وفن في آن واحد فهو يُدرس ويخضع للدراسات ويتم تعلّيمه للآخرين.
وفيما يلي سنذكر بإيجاز مفاهيم القيادة من جوانب التأثير والقدرة فنقول أنها تأثير شخصي متبادل لتوجيه الآخرين نحو تحقيق الأهداف المنشودة من خلال تشجيعهم للرغبة في العمل بحماس وثقة والمساهمة على تطويرهم بطريقة مناسبة، كذلك هي القدرة على توحيد سلوك الآخرين لتحقيق هدف معين، وأخيرًا نقول أنها عمل دؤوب يستخدم فيها الفرد السمات والخصائص المناسبة للتعامل مع الأتباع من خلال الممارسة واكتسابها بالتعلم، والقيادة تعتمد بشكل كبير على ذكاء القائد وحنكته في التصرف للمواقف والأزمات الطارئة، كما أن عملية القيادة الفعالة لا تقوم إلا إذا وُجد من يَقُود (أي التابعين) مع وضوح الأهداف مشتركة مرجوة التحقيق
ومن هذه المفاهيم السابقة يمكننا أن نستخلص مفهوم القيادة بأنه « فن التأثير الإيجابي لتوجيه جهود الأتباع بطريقة صحيحة ومناسبة نحو الأهداف ويتسنى معها كسب طاعة الأتباع، واحترامهم، وولائهم، وتعاونهم في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة. »
المصدر: القيادة للجميع (كيف تطبق المهارات السبع الأساسية لتصبح قائدًا ومحفزًا ومؤثرًا؟) للمؤلف بيتر دين