سلسلة مقالات حقوق العامل: حقوق العامل الاجتماعية
وضع نظام العمل السعودي عدة حقوق اجتماعه للعامل، ويلتزم صاحب العمل بها، ويعرض للمسائلة في حالة مخالفته ذلك.
ومنها تحديد ساعات العمل حيث لا يجوز تشغيل العامل تشغيلاً فعيلاً أكثر من ثماني ساعات في اليوم الواحد. وذلك بمجموع ثماني وأربعون ساعة في الأسبوع، إذ لا يجوز تشغيل العامل بأكثر من هذه الساعات المحددة نظاماً حتى لا يجهد العامل، وذلك مع مراعاة تقليص هذه الساعات إلى ستة ساعات في اليوم وبمجموع سنة وثلاثين ساعة في الأسبوع فيما يخص شهر رمضان المبارك، لما يتحمله العامل من عناء الصوم وجهد العمل ، ويجدر الإشارة بأن هذا التقليص في الساعات يشمل العمال المسلمين فقط دون غير المسلمين .
ويجوز زيادة هذه الساعات إلى تسع ساعات في بعض الأعمال كالأعمال الصناعية التي لا يعمل فيها العامل بصفة مستمرة وعلى الدوام، ويجوز تقليصها في بعض الإعمال إلى سبع ساعات لمن يعمل في الأعمال الخطرة.
وقد حظر النظام تشغيل المرأة العاملة في الليل بما لا يقل عن إحدى عشر ساعة متتالية، وستثنى من ذلك الحالات التي يصدر بها قراراً من الوزير، ومنها عمل المرأة في المجالات الصحية.
ويحظر كذلك تشغيل النساء في المصانع قبل الساعة السادسة صبحاً او بعد الساعة الخامسة فجراً.
أما فيما يخص الأحداث فإنه لا يجوز تشغيلهم أكثر من ستة ساعات في اليوم، وتنقص هذه الساعات في شهر رمضان لتصل إلى أربع ساعات في اليوم الواحد، مراعاةً لضعف بدنهم وضعف أجسادهم مقارنةً بالعمال البالغين.
ومن الحقوق الاجتماعية كذلك توفير وقت لأداء الصلاة، حيث يجب على صاحب العمل أن يسمح للعمال بالصلاة في وقتها ونلفت النظر هنا أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فالصلاة فرض يجب القيام به.
ويجب أن يتخلل ساعات العمل هذه ساعات راحه، ولابد أن يوفر صاحب العمل أماكن مخصصة للراحة كأماكن لأداء الصلاة، وأماكن لتناول الطعام، ودورات المياه، مراعات ضوابط الشريعة الإسلامية في ذلك ، مما يستوجب توفير أمكان مخصصة للعاملين الرجال منفصلة عن تلك التي تخص العاملات من النساء.
ويلتزم صاحب العمل تجاه العمال الذين يعملون في أماكن بعيدة عن العمران بأن يوفر لهم أماكن للسكن ، وللصلاة، وللغذاء، ويجب أن تكون هذه الأماكن معدة للاستخدام على النحو اللائق، وتكون جودتها ممتازة ويكون الغذاء فيها صحياً ونظيفاً حتى لا يتعرض العامل للمرض، وتحفظ له كرامته الإنسانية.
ويشترط في أماكن السكن أن تكون نظيفة ومعدة للاستخدام على النحو اللائق، بحيث يجب أن يكون المسكن بعيداً عن التلوث البيئي أو في بيئة قد تؤدي للإضرار بالعمال صحياً، ويجب أن يكون لكل مسكن غرفة أو أكثر حسب عدد العمال القاطنين فيها، ويكون في المسكن كذلك غرفة لإعداد الطعام وغرفة للاستراحة.
ولا بد أن يكون لكل غرفة تبريد خاصاً بها على الدوام، ونوافذ مطلة على الهواء الطلق بحيث تسمح دخول الهواء النقي لأماكن سكن العمال، ويجب كذلك توفير دورات المياه –أجلكم الله-لكل خمسة أشخاص دورة مياه واحدة على الأقل، كذلك لا بد من توفير أماكن خاصة للاستحمام، ومكان خاص لغسل الملابس.
ويجب على صاحب العمل الذي يشغل خمسين عاملة فأكثر أن يوفر لهم دار لرعاية أطفالهن (حضانة) يكون فيها مربيات للاهتمام بهم، كما يلتزم صاحب العمل بتوفير حوانيت لبيع الطعام والملابس وغير ذلك من الحاجات الضرورية بأسعار معتدلة وذلك في مناطق العمل التي لا تتوفر فيها عادةً هذه الحوانيت، ويلتزم كذلك بتوفير أماكن مخصصة لممارسة الرياضة وتكون ملحقة بمكان العمل، ويجب عليه أيضاً توفير برامج لمحو الأمية للعمال الأميين عنده وتوفير وسائل وبرامج لتثقيف وترفيه العمال، وتوفير مدارس لأولاد العمال لديه، وذلك إذا لم توجد مدارس في المنطقة التي يقع فيها مقر العمل.
وعلى صاحب العمل أن يوفر لعماله وسائل الانتقال من محل إقامتهم أو من مركز تجمع معين إلى أماكن العمل، وإعادتهم يومياً إذا كانت هذه الأماكن لا تصل إليها وسائل المواصلات المنتظمة في مواعيد تتفق مع مواعيد العمل، وذلك تسهيلاً لهم لما يترتب على العمل في الأماكن البعيدة عن العمران من مشقة وتعب ، وتكون غالباً وسائل النقل فيها قليله وغير منتظمة، فلا بد من مراعاة وضعهم الخاص وتوفير قدر من الحماية لهم أكثر ممن يعمل في وسط المدينة أو أماكن العمران.
وهذه بعض من الحقوق الاجتماعية التي نص عليها نظام العمل السعودي والتي تحقق للعامل كرامته الإنسانية وتضمن بأن لا تنتهك.
بقلم روان فرج الحربي