بيت الطاعة واقع نعيشه أم مجرد فرقعة إعلامية ؟
بدايةً لابد من معرفة المقصود من بيت الطاعة، وهو حق الزوج في مطالبته بعودة زوجته إلى منزله وطاعته جبراً، إن هي خرجت عن طاعته وغادرت منزله.
مفهوم بيت الطاعة كان منتشراً في عدة دول منها مصر والأردن وغيرها العديد من الدول العربية وكانت تجبر فيها الزوجة على العودة لبيت الزوجية عن طريق استخدام القوة الجبرية أي الشرطة وغيرها من الأجهزة الأمنية المختصة، ولكن قد تم إلغاء ما يسمى ببيت الطاعة في معظم هذه الدول.
أما في المملكة العربية السعودية فإن مفهوم بيت الطاعة غير مطبق، ويقتصر حق الزوج بأن يتقدم بدعوى (إنقياد زوجة) في محكمة الأحوال الشخصية يطالب فيها بعودة زوجته لبيت الزوجية وفي حال صدور الحكم لصالحه فإنه يترتب على ذلك إعتبار الزوجة ناشزاً وتسقط عنها بعض حقوقها الزوجية كالنفقة.
ولكن هل معنى ذلك أن الزوجة قد تجبر على العودة لبيت زوجها رغماً عنها ؟!! قطعاً لا ، فالمنظم السعودي قد كفل للمرأة حقها بأن تختار العودة أو البقاء لبيت الزوجية احتراماً لذاتها الإنسانية وتطبيقاً لجوهر الشريعة الإسلامية.
هل هذا الحق للمرأة حديثُ عهدٍ أم أنه موجود مسبقاً ؟
حق المرأة في اختيار البقاء أو العودة لبيت الزوجية هو حق مكفولٌ لها منذ ما يقارب العقدين، لذا فهو ليس بالأمر الجديد أو المستحدث فقد نص نظام المرافعات الشرعية الصادر عام ١٤٢١هـ في مادته الـ ١٩٦ بأن: يتم التنفيذ بموجب نسخة الحكم الموضوع عليها صيغة التنفيذ وصيغة التنفيذ هي: ( يطلب من كافة الدوائروالجهات الحكومية المختصة العمل على تنفيذ هذا الحكم بجميع الوسائل النظامية المتبعة ولو أدى إلى استعمال القوة الجبرية عن طريق الشرطة). وقد وضحت اللائحة التنفيذية لذات النظام السابق ذكره بأن الأحكام الصادرة بانقياد الزوجة مستثناة من تطبيق هذه المادة حيث جاء في اللائحة :( لا تشمل هذه المادة الحكم على الزوجة بالعودة إلى بيت الزوجية حيث تفهم عند الحكم بسقوط حقوقها الزوجية إن هي رفضت العودة، ويدون ذلك في الضبط والصك).
كما جاء نص المادة ٧٥ من نظام التنفيذ الصادر عام ١٤٣٣هـ بأن :(لا ينفذ الحكم الصادر على الزوجة بالعودة إلى بيت الزوجية).
وكل ماسبق ذكره يوضح لنا توجه المنظم السعودي في مسألة بيت الطاعة وهي أنه لا يوجد ما يسمى ببيت الطاعة في المملكة العربية السعودية وأن المرأة لا تجبر على العودة لبيت الزوجية إن هي رفضت ذلك، وهذا المعمول به منذ زمن طويل وليس وليد اللحظة ولا هو بالأمر الجديد كذلك، مما يثير تساؤلات حول إثارة هذا الموضوع وكأنه خبر جديد وحق مُستحدث للمرأة السعودية !
لذا ما يتم تداوله اللآن في الصُحف أو في مواقع التواصل الاجتماعي ما هو إلا تأكيد لحق معروف وثابت للزوجة منذ ما يقارب العقدين.
بقلم روان فرج الحربي