لغة القالب

القائمة الرئيسية

تابعنا

مقال: يا ماما ماعندك كويز ؟!


التقيت مجدداً مع طالباتي للمرة الثانية بعد تدريسهم مُسبقاً بعض المقررات الدراسية ، وكالمعتاد أخذت مسلك النقاش معهم حول المشاكل التي واجهتم وأخذ الاقتراحات و التعليقات المتعلقة بالمقررات الدراسية أو بشأني، وخلال هذا الحوار شدني تعابير جسدية صريحة المعنى لطفلة تبلغ من العمر خمس سنوات، حيث كانت في مرحلة عميقة محاولة استيعاب ما يحدث حولها، أثناء الحديث استطرقت ممازحة لهن أن لدينا طفلة صغيرة ، تكافح دائماً بقواها العقلية لفهم ما يجري حولها من الحديث، وللتو انتهيت من الحديث لتتقدم إلي والداتها لتخبرني أن طفلتها مهتمة بالمواضيع معنا ولم تكتفي بذلك فقط بل تجاوزت لحفظ بعض المصطلحات الحاسوبية و الإنجليزية، فكانت التساؤلات تسبق حديثي مع والداتها، كيف لطفلة ذات خمسة أعوام استيعاب محاضرات حاسوبية، فأخبرتني والداتها أن طفلتها صبيحة يوم إجازة الأسبوع ، سألت والدتها * يا ماما ماعندك كويز ؟!* 

سؤال الطفلة جعلني في وضع مخجل من نفسي فأحياناً أخرج من تمالك نفسي بسبب بعض التصرفات المستفزة منهن، فألجأ بالتهديد بالاختبار، بينما طيلة الساعات الدراسية كانت الطفلة تتلمذ على سلوكياتي !. الآن ازدادت قناعتي أن الأطفال تطبيق مماثل لما تتلمذوه في حياتهم اليومية سواء من منازلهم و حياتهم اليومية و بيئة مدارسهم، و لا ذنب لهم ليتم لومهم بشكل قاسي و عقابهم على سلوكياتهم و أخلاقهم السيئة بدون معالجة الأمر باللين. أحسنوا ألفاظكم و تصرفاتكم و تفكيركم أمامهم، علموا أطفالكم الإسلام الصحيح و تعظيم حرمة الله، أطفالنا أمانة بين أيدينا و نحن مسؤولون عنهم أمام الله ، أطفالنا يا سادة بعقلية إسفنجية تمتص كل ما يحدث حولها لتتعلم و لتحتفظ فيه فيخرج يوماً ما بهيئة سلوكيات و قيم، و أنتم يا سادة لستم ملائكة كل سلوكياتكم و قيمكم مثالية فلا يمكن إصلاح الشيء بدون أساسه فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وخذوا حرصكم فإنكم تتأثرون بالتدريج بمن حولكم لتصبحوا نسخة طبق الأصل لهم، فأحسنوا الاختيار لمن تعاشرون، و تصادقون. 

إجابة لتساؤلكم نعم، غفر الله ليَ و لكم، أسمح لطالباتي خروجاً عن الأنظمة بإدخال أطفالهم * اللي مالهم حس و لا صوت * إلى معامل الحاسب الآلي في وقت محاضراتي لديهن، إيماناً بأن للأطفال حق الأمان مع أمهاتهم.



بقلم أمجاد سعيد

مواضيع مقترحة

0التعليقات