مراجعة رواية: سيد الفوضى
اقتباس:
"أحضرت عوداً من الخيزران، وجعلت أعبث بعش للنمل قريب، ثم أحضرت نظارة للسباحة وألبسته إياها وأقفلت أذنيه، وسكبت عسلا على رأسه، وجعلت أتأمله والنمل يخطو على وجه."
اسم الكتاب: سيد الفوضى
المؤلف: عادل النعمي
عدد الصفحات: 400
دار النشر: مركز الأدب العربي
قال الكاتب عادل النعمي عن رواية سيد الفوضى: "وفي رواية «سيد الفوضى» أني أزعم بقايا من عصا سليمان وصنعت بها قلمي، فأنا عندما أكتب أطلق شياطيني يسبحون في كل وادي، ولكن منهم من يأتي بخبر يقين استخرجت الشياطين من الجحيم، ويصنعون لي قلماً كعصا سليمان، فكل تفصيل فيها له عمق فلسفي أو نفسي أو عملي أو تاريخي، كتبتها بأفخم معنى وأرق لفظ، بتصوير سينمائي أتقن تفاصيله كأني في عالم موازي. من قرأها لا يخرج بعدها بسلام."
قلت عن الرواية بعدما انتهيت من قراءتها :الحياة لعبة قد تنتهي في زِر ! لذلك انتبه من أن تترك لك فيها أعداء.
تقع الرواية في ثلاث مئة وتسعين صفحة، يأخذنا فيها الكاتب الذي درس الطب النفسي لسنين، وكشف جميع حيل المهنة، وسلوكياتها وكيف يعالج كل مريض مهما تفاقمت علته في رحلة مرضه الذي وقع في أسره وهو الانفصام. فبعدما كان دكتورا سويًا معتد بذاته هذا هو يدخل ظلمًا إلى السجن ! وكما يقال المشاكل لا تأتي فرادى فبعد دخوله السجن بهتانًا تسوء حالته النفسية لعدة أسباب وتراكمت منذ ولادته فيسقط في وعثاء الانفصام فيصبح بدل من شخصا واحد مظلوما ، إلى شخصيتان متناقضتان في فكرهما وسلوكياتهم ولكنه لأنه دكتور نفسي فهو قادر ومتمكن من السيطرة على هاتين الشخصيتين فبدل من أن تكونان ضده جعلهما تصبحان رفيقتاه أو " المارد " الذي يكشف له أسرار الناس ونواياهم وما يخططون عليه ! " فرُب نقمة تصير نعمة " وبسبب الشخصيات التي صارت ترافقه صار يرى الحياة بزاوية مغايرة تماما لما يراها الناس ، حتى في قصص الحب التي كان يعيشها مع عدد من الفتيات .
اقتباس :
" أحضرت عودا من الخيزران، وجعلت أعبث بعش للنمل قريب، ثم أحضرت نظارة للسباحة وألبسته إياها وأقفلت أذنيه، وسكبت عسلا على رأسه، وجعلت أتأمله والنمل يخطو على وجه."
هذه الحيلة قام بها الطبيب/المريض لأحد الرجال الذي أخطأوا عليه وفي الحقيقة كان أحد المساجين الذين كانوا معه في السجن.
بعد قصص الحب الثلاث التي عاش فيها الطبيب / المريض مع الفتيات الثلاث قال:
"اكتشفت أنهن ثلاث تفاحات الأولى الدكتورة هي تفاحة آدم التي أخرجت آدم من الجنة فمجرد ما طلبت الزواج منها هربت مني والتفاحة الثانية هي حبيبتي زهرة فقد اعتنيت بها حتى أصبحت تسر الناظرين وحين قطفتها قدمتها لغيري بحماقة والثالثة هي المصورة وهي تفاحة صناعية لا تؤكل فقط منظر!".
كان في كل مرة يعيش قصة حب هو يعيشه لاحتياج في نفسه فهو كما نقول اليوم " الإنسان طبيب نفسه " فهو يعلم تماما كيف يداوى نفسه وجراحه وروحه ففي الدكتورة أراد أن يداوي روحه ، وفي زهره وجد الأبوة وفي المصورة اشباع رغبات نفسه.
فكان هو سيد الفوضى بشخصياته المتناقضة الطفل الطيب والشرير الذي يخلق المشاكل والأخطاء.
مراجعة: شهد مبارك