مراجعة كتاب: طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد
اسم الكتاب: طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد
المؤلف: عبد الرحمن الكواكبي
عدد الصفحات: 141
دار النشر: دار الشروق - مصر
تتجلى حقائق الاستبداد في كونه مهلك للعقول ومنبع للجهل ومثير للرذائل ومحسّن لاندثار رقي الأمة . وتظهر صورته في كل شيء ابتداءً من السياسة إلى ما بين أفراد الأسرة الواحدة ، فتجد الحكومات الاستبدادية ونرى الرؤساء في العمل وحتى الأب لأبناءه.
إن الإنسان في ظل الاستبداد لا ينعم بلدة العزة والشيم والرجولة، فالاستبداد يلعب بالأخلاق، فيجعل من الفضائل رذائل، ومن الرذائل فضائل، فيسمي النصح فضولا، والشهامة تجبرا، والحمية طيشاً والإنسانية حمقا، والرحمة مرضا، كما يسمي النفاق سياسة، والتحايل كياسة، والدناءة لطفا، والنذالة دمائة وطرفا.
ويرى الكواكبي إن الاستبداد داء أشد وطأة من الوباء، أكثر هولا مـن الـحـريـق، أعظـم تخريبا مـن السيل، أذل للنفوس من السؤال. داء إذا نزل بقوم سمعت أرواحهم هاتف السماء ينادي: القضـاء القضـاء! والأرض تناجي ربها بكشف البلاء. الاستبداد عهد أشقى الناس فيه العقلاء والأغنياء، وأسعدهم بمحياه الجهلاء والفقراء، بل أسعدهم أولئك الذين يتعجلهم الموت فيخشـدهم الأحياء!
يفصح الكتاب عن كينونة الاستبداد، وما هو وكيف لنا أن نقع فيه، وقد يمارس عليك وأنت لا تعلم، أرى من المهم قراءته لما فيه وصف للحال وعظم المقال.
مراجعة: عبدالعزيز محمد