مقال: فلسفة الحياة

ماهي الحياة ؟!

سؤال كان يجول في مخيلتي مع كل اشراقة شمس وغروبها وعند خلوتي مع ذاتي أو عندما احمل ايضا قلمي وكتابي أو حتى عندما اضع رأسي على وسادتي واتلحف بغطائي. 

كنت صغيرًا وكنت ارى أشراقة الشمس وغروبها وكنت لا أبالي، لا بل كنت أفرح عند بزوغ الصباح لكي الهو والعب. كنت مسيرًا ومديرًا من قبل والدي ووالدتي كي اصبح طفلا مثاليا وكنت اسمعهم يقولون هكذا تطلب الحياة!!

وعندما اصبحت بالمدرسة كان يجب علي ان التزم بالزي المدرسي واتناول فطوري الصحي كي اصبح طفلا ناجحا لانها هكذا تطلب الحياة!! وكانت العبارة تتردد في مخيلتي طوال تلك الفترة ولم اجد تعريف مناسبا لها، ما هي الحياة؟. 

كانت تقول لي جدتي لا تكذب لأن الكاذب يذهب الى النار؟ وكانت تقول لي امي يجب أن تصلي حتى تدخل الجنة؟ وكان يقول لي أبي لا تسرق حتى لا تدخل النار؟ جنة ونار وحياة كيف لي الموازنة؟؟

فلم اكن على دراية ووعي تام في تلك الفترة اننا نعيش حياة اسمها الحياة الدنيا وان الجنة والنار توجد في حياة أخرى تسمى الحياة الأخره فجاء في مخيلتي تفكير اخر كيف يجب علي ان اوازن بين تلك الحياتان؟. 

وكنت اسمع وأقرا أن الحياة الدنيا دار وممر وأن الحياة الأخره دار ومقر وكان ذلك مستنبطا من بعض الأيات القرآنية في كتاب الله عزوجل ولكن بعض هذه الافكار التي كانت تجول في مخيلتي بدأت في تحليلها. فعلا عندما تأملت في هذا الكون بما فيه من كائنات حية وجمادات ما بين السماء والأرض وعند التدبر في آيات الله عزوجل تدرك فعلا وحتما بلا شك بإنه توجد حياة أخره فالحمدالله ان خلقنى مسلما ترعرعت في بيت مسلم. 

ولكن كيف لي أن أنجح أيضا في حياتي الأولى وهي الحياة الدنيا فكان الجواب موجود في قرآننا الكريم والسنة النبوية الشريفة فكما جاء في قوله تعالى: "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" وفي هذه الآية الكريمة دعوة من الله عزوجل للأخذ بالأسباب والسعي في هذه الحياة الدنيا ولكن ختمت هذه الآية بقوله واليه النشور أي الحياة بعد الموت " الحياة الأخرة". 

ولله الحمد أني وجدت جوابا لهذا السؤال الذي كان يجتاح مخيلتي كي أوازن بين تلك الحياتان بقول لقائل-اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا. 

بقلم:

أمجاد عبدالله تيم

للتواصل:

tymamjd397@gmail.com