لغة القالب

القائمة الرئيسية

تابعنا

ما الذي يميّز الناجحين ؟


هناك مقولة شهيرة قيل فيها: "لكي تنجح يجب عليك فعل الأشياء التي تظن أنك لا تستطيع فعلها.." ولكنّي اتساءل: هل هذا هو سرّ كل الناجحين الذين ملأت أسماءهم كتب التاريخ؟ كيف يفكّر الناجحون؟ مالذي يميّزهم عن غيرهم؟ هل هي مواهبهم أم إمكاناتهم العقلية؟
وفي الحقيقة جميعنا نتساءل عن سرّ النجاح، ومعرفته هو الحلم المشترك بين كافة البشر. فلننظر إلى هؤلاء الناجحين الذين تسببت نجاحاتهم بتغيير العالم، لوجدنا أن هناك من حقق النجاح بفطرته وموهبته الخارقة، ولرأينا أن هناك من وصل إلى مراده بالجد والاجتهاد والإصرار، وآخرون تميزوا بالتنظيم والترتيب والتخطيط، وهناك من منحته ظروفه النجاح، وغالبًا الناجحين لا يميزهم بالضرورة ذكاء أو قوة أو حكمة، وإذا عرفنا كيف يفكرون فربما استطعنا أن نتعلم منهم. وهذا يؤكد لنا أنه من الصعب تحديد وحصر جميع أسباب النجاح، فالنجاح ينتج عن الأسباب والمهارات والتجارب والفرص المتنوّعة التي تختلف باختلاف الناس وإمكانياتهم وظروفهم.

ولكن هذه بعض النقاط المشتركة للناجحين:
1- الناجحون مؤمنون بذواتهم. يفكرون بطريقة مختلفة، وينظرون إلى حياتهم وإنجازاتهم بشكل نادر. الناجحون يملكون إصرارًا هائلًا، ورغبةً عارمة، وأملًا لا ينقطع لتحقيق طموح لا نهاية له وكل هذا ينبع من إيمانهم العميق بذواتهم، فيتجاوزون العقبة تلو الأخرى، وينتقلون من نصر إلى آخر، وكلما حققوا إنجازًا حسبهم الآخرون قد وصلوا إلى مرادهم، ولكن طموحهم لا ينتهي، وإصرارهم لا ينثني. 
2- الناجحون يبحثون عن سرّ النجاح داخل ذواتهم. بكل بساطة، كل فرد يحمل داخله سرّ نجاحه الخاص به، وكل ما عليه فعله هو اكتشافه!
3- ينظر الناجحون إلى العقبات باحثين عن طريق لتجاوزها. فلا تحبطهم العقبات، ولكنها تزيدهم طاقة، فلا يستسلمون ولا يكتفون ولا يرتخون، فعقلهم يفور بالحماس والإصرار والتحدي.
4- يؤمن الناجحون بأن الصراع الحقيقي يكون مع الذات، وليس مع الظروف المحيطة. لا تعتقد بأن الحياة صراع مع الظروف والقوى الخارجية أملًا في عثورك على سرّ النجاح الذي سيصحّح الأوضاع الخاطئة ويحقق أهدافك ويمنحك نجاحًا باهرًا. البحث عن سرّ النجاح لا يقي من ضياع الفرص وخسارة العلاقات.

وحتى إن جمعنا كل مسبّبات النجاح سنجد أن الأمر المشترك يتعلّق بما يدور في ذاتك وداخلك، وسبر أغوار نفسك والكشف عن خباياها وقدراتها الهائلة ومهاراتها وربطها بالعالم المحيط ليتحقق الشعور بالرضا والسلام الداخلي، وبالتالي يرتفع مستوى الأداء والوعي وذلك سيعينك على الوصول إلى خبرات تعينك بعد الله على التميز وتمتين مواطن القوة في الحياة الشخصية والعملية على حدّ سواء. فإذا تعرّف الإنسان على ذاته وعلى كافة الأسباب والمهارات التي يحتاجها ليحقق النجاح حسب ما يناسب ظروفه ويوافق شخصيته ويحقق طموحه، فهو حتمًا سينجح! التنقيب عن سرّ النجاح الخاص بنا يوصلنا إلى أفضل ما يمكننا الوصول إليه في ظل تلك الإمكانيات والظروف. 
فالإنسان لا يستطيع أن يختار المهارات الفطرية والقدرات العقلية التي يخلق بها، كما أنه لا يستطيع أن يقرر الظروف والأحداث الخارجة عن إرادته، ولكنه بالتأكيد يستطيع محاولة معرفة ذاته وسرّ نجاحه ليطوّر وفقًا لذلك مهاراته ويستثمر ظروفه ليسعى جاهدًا للقيام بأفضل ما لديه ويدفع نفسه لتصل إلى أقصى ما يمكنها أن تصل إليه. وتذكر دائمًا بأن الله منحك كل هذه الرغبة وهذا الطموح والشغف؛ لأنك قادر على الوصول!

بقلم فيّ الغامدي - عضوة مدونة الأداة

مواضيع مقترحة

0التعليقات